/ الفَائِدَةُ : (61) /

21/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / غُيِّبْت في كُتُبِ التَّارِيخِ جَمٌّ غَفِيرٌ من الحقائق / /صعوبةُ الْإِلْمَام بالْحَقَائِقِ التَّارِيخِيَّةِ لاِبْتِلَاَءها بالتزييف / غُيِّبت عن البشريَّةِ في كُتُبِ التَّارِيخِ كَمٌّ غَفِيرٌ من الحقائق الصَّارخة في زمانها . وَمَنْ أَراد تعقُّل هذه القضيَّة فلیُلَاحِظ ما يجري من أَحْدَاثٍ معاصرةٍ وَأَمام أَعيننا في يومنا هذا ؛ فهناك أَحْدَاثٌ عظيمةٌ وحَسَّاسةٌ ومُهمَّةٌ وخطيرةٌ نراها بأُمِّ أَعيننا كيف تُزيَّف بكُلِّ جرءةٍ وصلافةٍ ؛ فتُعكس الحقائق والواقعيَّات الصَّارخة وتُقلب عن وجهتها الحقيقيَّة من خلال تركيز عدسات وكالات الأَنباء والفضائيَّات على لقطةٍ واقعيَّةٍ ، لكنَّها مبتورة ومُوهمة ضمن مسلسل أَحْدَاث الواقعة والحدث ، ويهملون بقيَّة اللقطات، بحيث تؤدِّي هذه اللقطة المأخوذة والمبتورة إِلى أَخذ الوهم والخيال بعيداً عن حقيقة الواقعة المبتورة . وعلیه : قس كتابة التَّارِيخ ، ومن ثَمَّ أَكثر ما يُعَشْعِشُ في أَذهاننا عن الأَحْدَاثِ التَّارِيخِيَّةِ والمعاصرة زيف وباطل . ونادر مَنْ يلمّ بالحقيقة ؛ لأَنَّ تجميع كافَّة اللَّقْطَات الحاكية عن الحقيقة والواقعة أَمْرٌ صَعْبٌ جِدّاً ؛ لاِبْتِلَاَء أَكثرها بالتَّزييف ومن باب رُبَّ مشهور لا أَصل له . مثاله : معركة أُحد والفتوحات الإِسلاميَّة ، وسيأتي (إِنْ شاء الله تعالىٰ) بيان ذلك . ومنه تتَّضح : (الحرب النَّفسيَّة) ؛ فإِنَّ الثابت في مراكز البحوث الْإِسْتْرَاتِيجِيَّة : أَنَّ للحرب أَنواعاً ، منها : الحرب الإِعلاميَّة ، والحرب العسكريَّة ، والحرب الْاِقْتِصَادِيَّة ، والحرب النَّفسيَّة ، وهي الأَهمُّ ؛ فإنَّ (80%) من الحروب حروب نفسيَّة ، وحقيقتها مَبْنَيَة على الزَّيف والخداع والتَّحايل وتضليل إِعلامي وَإِثارات مشاعر وفتن . وصلى الله على محمد واله الاطهار